Description:

أنا تالا، ساكنة بمساكن الشركة السورية لنقل النفط ببانياس. ‏هون خلقت، وهون كبرت، وهون خسرِت كل شي بحبه بيوم واحد. ‏بابا، الشهيد شعيب حسن بربهان، مهندس مدني متقاعد، عمره ٦٠ سنة، كان عم يشتغل بأوراق التقاعد لأن كنا رايحين نترك البيت بعد شهرين. ‏أمي، الشهيد فاديا محمد نصر، كانت "أم الكل"، حضن للكل، والجيران كلهم ربو بناتهم عندها. ‏أخي الشهيد محمد، ٢٢ سنة، مخلص معهد فندقي وسياحي، كان عم يجهز ليسافر ويشتغل، بس حرموه من أحلامه، متل ما حرّموني منو. ‏يوم المجزرة، بلّشوا من الطابق الأول… فاتت المجموعة المسلحة، وقتلوا كل أهل الطابق. ‏بعدين طلعوا عالطابق التاني، قتلوا جارنا وابنه، وضلّت مرتو وبنتو، يلي بلشوا يصرخوا. ‏أنا وماما نزلنا لعندن، نواسيهن، ونوقف حدّن، ما كنا منعرف شو ناطرنا. ‏بعد شوي، رجعت المجموعة تهجم على البناية. ‏بابا دقلي وقاللي: "يلا طلعي إنتِ وإمك، رجعوا فاتوا عالبناية". ‏أنا طلعت، بس ماما رفضت، قالت: "ما بترك الجارة لحالها"، وضلّت معاها. ‏رجعوا فاتو على الطابق التاني، لقوا ماما وجارتنا وبنت الجارة. ‏سألوها: "مين قتلهن؟" ‏ردّت بنت جيرانا وقالتلن: "إنتو قتلتوهن"... ‏المجموعة طلعت ببعض، وكان في "أمير" واقف تحت ع باب البناية. ‏نزلوا لعندو ياخدوا الأوامر. ‏رجعوا طلعوا، وقتلوا أمي وبنت الجارة. ‏الجارة، الوحيدة اللي الله كتبلها تعيش. ‏بعدين طلعوا عالطابق التالت، لعند بيتنا. ‏أخذوا بطاقات بابا وأخي، وقالوا: "نشوف الأمير شو بيقرر مصيركن". ‏نزلوا لتحت، وبعد شوي رجعوا. ‏ قتلوا بابا ومحمد.... ‏قتلوهن قدام عيني.... ‏بالبناية عنا ٤ بيوت قتلو ١٠ اشخاص.... ‏نحنا كنا مدنيين، ما إلنا علاقة بشي. ‏بس لأننا علويين… قرروا يقتلونا. ‏بس عند الله ما بضيع حق....